{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)}{أَلْقِيَا} خطاب من الله تعالى للملكين السابقين: السائق والشهيد: ويجوز أن يكون خطاباً للواحد على وجهين: أحدهما قول المبرد: أن تثنية الفاعل نزلت منزلة تثنية الفعل لاتحادهما، كأنه قيل: ألق ألق: للتأكيد.والثاني: أنّ العرب أكثر ما يرافق الرجل منهم اثنان، فكثر على ألسنتهم أن يقولوا: خليليّ وصاحبيّ، وقفا وأسعدا، حتى خاطبوا الواحد خطاب الاثنين عن الحجاج أنه كان يقول: يا حرسيّ، اضربا عنقه.وقرأ الحسن {ألقين} بالنون الخفيفة. ويجوز أن تكون الألف في {أَلْقِيَا} بدلاً من النون: إجراء للوصل مجرى الوقف {عَنِيدٍ} معاند مجانب للحق معاد لأهله {مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ} كثير المنع للمال على حقوقه، جعل ذلك عادة له لا يبذل منه شيئاً قط. أو مناع لجنس الخير أن يصل إلى أهله يحول بينه وبينهم. قيل: نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يمنع بني أخيه من الإسلام، وكان يقول: من دخل منكم فيه لم أنفعه بخير ما عشت {مُعْتَدٍ} ظالم متخط للحق {مُرِيبٍ} شاك في الله وفي دينه {الذى جَعَلَ} مبتدأ مضمن معنى الشرط، ولذلك أجيب بالفاء. ويجوز أن يكون {الذى جَعَلَ} منصوباً بدلاً من {كُلَّ كَفَّارٍ} ويكون {فألقياه} تكريراً للتوكيد.